الاعتدال في الدعوةوالدعوة إلى الله تعالى هي الدعوة إلى شريعة الله الموصلة إلى كرامته ،ودعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام تدور على ثلاثة أمور : أولًا - معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته . ثانيًا - معرفة شريعته الموصلة إلى كرامته . ثالثًا - معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين .
مقدمة إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحقّ ، فبلغ الرسالة ، وأدّى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حقّ جهاده حتى أتاه اليقين ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. الثاني - تحدي المخاطب أن يأتي به ، فالاستفهام مشربٌ معنى التحدي ، أي: إذا كان عندك شيء أحسن من هذا فأتِ به ، ولكننا نقول : لا أحد أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا ، وقال إنني من المسلمين.
دعوة الرسل إلى الله تعالى تدور على ثلاثة أمور والدعوة إلى الله تعالى هي الدعوة إلى شريعة الله الموصلة إلى كرامته ،ودعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام تدور على ثلاثة أمور:
والدعوة إلى الله تعالى أحد أركان الأعمال الصالحة التي لا يتم الربح إلا بها كما قال الله تعالى: { وَالْعَصْرِ }{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ }{ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ .
إن الدعوة إلى الله عز وجل صارت الآن وما زالت بين طرفين ووسط.الجانب الأول جانب الإفراط أما الطرفان فجانب الإفراط ، بحيث يكون الداعية شديدًا في دين الله يريد من عباد الله عز وجل أن يطبقوا الدين بحذافيره ، ولا يتسامح عن شيء الدين يسمح به، بل إنه إذا رأى من الناس تقصيرًا حتى في الأمور المستحبة تأثر تأثرًا عظيمًا ، وذهب يدعو هؤلاء القوم المقصرين دعاء الغليظ الجافي ، وكأنهم تركوا شيئًا من الواجبات، ومن الأمثلة على ذلك: القول الثالث : أنها مستحبة لمن كان يحتاج إليها ، حتى لا يشقّ على نفسه كالكبير ، والمريض ، ومن في ركبه وجعٌ ، وما أشبه ذلك. المثال الثالث : كذلك بعض الناس ينكر على من يصلّي إذا تحرك أدنى حركة، وإن كانت هذه الحركة مباحة ، وقد ورد في السنة ما هو مثلها أو أكثر ، فتجده ينكر عليه الإنكار العظيم ، حتى إنه يجعل هذا الأمر هو محل الانتقاد في هؤلاء القوم ، مع أنها حركة مباحة جائزة ورد نظيرها ، أو ما هو أكثر منها في شريعة النبي صلي الله عليه وسلم ، هذا تشديد. وكان أبو جحيفة رضي الله عنه ذات يوم يصلي وقد أمسك زمام فرسه بيده ، فتقدمت الفرس ، فذهب رضي الله عنه وهو يصلي يسايرها شيئًا فشيئًا حتى انتهى من صلاته ، فرآه رجل من نوع هذا المتشدد، فجعل يقول : انظروا إلى هذا الرجل - وأبو جحيفة صحابي جليل رضي الله عنه فلما سلم أبو جحيفة بيّن لهذا الرجل أن مثل هذا العمل جائز، وأنه لو ترك فرسه لذهبت ولم يحصل عليها إلى الليل ، فانظر إلى الفقه في الشريعة والتسامح والتيسير فيها. وهذا النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه وهو يحمل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم يعني أن رسول الله صلي الله عليه وسلم جدّ هذه الطفلة - فكان يصلي بالناس حاملًا هذه الطفلة ، فإذا قام حملها ، وإذا سجد وضعها صلي الله عليه وسلم هذا فيه حركة ، وفيه ملاطفة للطفلة، وفيه أنه يؤمّ الناس فقد يلتفت بعضهم لينظر ماذا كان للنبي صلي الله عليه وسلم مع هذه الطفلة . ومع ذلك فالنبي صلي الله عليه وسلم وهو أتقى الناس لله عز وجل وأعلمهم بما يتقي - كان يفعل ذلك. اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فسألوا عن عمله في السّرّ ، فأخبروا بذلك ، فتقالّوا عمل النبي صلي الله عليه وسلم ، وقالوا : إن النبي صلي الله عليه وسلم غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر ، ولكن نحن بحاجة إلى عمل أكثر ليغفر الله لنا ذنوبنا، فقال أحدهم: أنا أصوم ولا أفطر . وقال الثاني : أنا أقوم ولا أنام . وقال الثالث : أنا لا أتزوج النساء ، فبلغ قولهم النبي صلي الله عليه وسلم فقال : « أما أنا فأصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس منّي» . هذا كله يدل على أنه لا ينبغي لنا ، بل لا يجوز لنا أن نغلو في دين الله ، سواء أكان في دعاء غيرنا إلى دين الله ، أم في أعمالنا الخاصة بنا ، بل نكون وسطًا مستقيمًا كما أمرنا الله تعالى بذلك ، وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فالله عز وجل يقول: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [سورة الأنعام ، الآية : 153].. والنبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : « لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، وأخذ حصيات وهو في. أثناء مسيره من مزدلفة إلى منى أخذ حصيات بكفه وجعل يقول : « يا أيها الناس بأمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين .
الجانب الثاني جانب التفريط وضد ذلك : من يتهاون في الدعوة إلى الله عز وجل فتجده يرى الفرص مواتية والمقام مناسبًا للدعوة إلى الله ، ولكن يضيع ذلك ، تارة يضيعه لأن الشيطان يملي عليه أن هذا ليس وقتًا للدعوة ، أو أن هؤلاء المدعوين لن يقبلوا منك ، أو ما أشبه ذلك من المثبطات التي يلقيها الشيطان في قلبه ، فيفوت الفرصة على نفسه. وهذا عكس الأول حتى إن هذا ليرى الأمر بعينه ، ويسمعه بأذنه يجد هذا الأمر المخالف لشريعة الله ، ولا يدعو الناس إلى الاستقامة وعدم معصية الله عز وجل ومخالفته ، بل إنّا نسمع أن بعض الناس يقول: ويوجد أناس يستطيعون الدعوة إلى الله ؛ لما عندهم من العلم والبصيرة ، ويشاهدون الناس يخلّون في أشياء ، ولكن يمنعهم خوف مسبة الناس لهم ، أو الكلام فيهم أن يقولوا الحق ، فتجدهم يقصرون ويفرطون في الدعوة إلى الله عز وجل وهؤلاء إذا نظروا إلى القوم الوسط الذين تمسكوا بدين الله على ما هو عليه إذا رأوهم قالوا : إن هؤلاء لضالون ، إن هؤلاء لمتعمقون ، إن هؤلاء لمتشددون متنطعون ، مع أنهم على الحق.
هدي النبي صلى الله عليه و سلم وهدي أصحابه هو مقياس الشدة واللين في الدعوةولهذا يجب أن لا نجعل المقياس في الشدة واللين هو ما تمليه علينا أهواؤنا وأذواقنا، بل يجب أن نجعل المقياس هدي النبي صلي الله عليه وسلم وهدي أصحابه، والنبي صلي الله عليه وسلم رسم لنا هذا بقوله وبفعله وبحاله صلي الله عليه وسلم رسمه لنا رسمًا بيّنًا، فإذا دار الأمر بين أن أشدّد أو أيسّر، بمعنى أنني كنت في موقف حرج لا أدري الفائدة في الشدة أم الفائدة في التيسير والتسهيل ، فأيهما أسلك؟ أسلك طريق التيسير ؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: « إن الدين يسر » ، ولما بعث معاذًا وأبا موسى الأشعري إلى اليمن قال: « يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا » ، ولما مرّ يهودي بالنبي صلي الله عليه وسلم فقال السّام عليك يا محمد - يريد الموت عليك ؛ لأن السام بمعنى الموت - وكان عند النبي صلي الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها فقالت : ( عليك السّام واللعنة ) فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام : « إن الله رفيق يحب الرفق ، وإن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف » ، فإذا أخذنا بهذا الحديث في الجملة الأخيرة منه: ( إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف ) عرفنا أنه إذا دار الأمر بين أن أستعمل الشدة ، أو أستعمل السهولة كان الأولى أن أستعمل السهولة ثقة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: « إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف » ، ومن أراد أن يفهم هذا الأمر فليجرب؛ لأنك إذا قابلت المدعو بالشدة اشمأز ونفر وقابلك بشدة مثلها ، إن كان عامّيًا قال: عندي علماء أعلم منك ، وإن كان طالب علم ذهب يجادلك ، حتى بالباطل الذي تراه مثل الشمس ، وهو يراه مثل الشمس ، ولكنه يأبى إلا أن ينتصر لنفسه ؛ لأنه لم يجد منك رفقًا ولينًا، ودعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة . والحق لا يخفى إلا على أحد رجلين : إما معرض وإما مستكبر ، أما من أقبل على الحق بإذعان وانقياد فإنه بلا شك سيوفق له. ومن التطرف ما يكون من الآباء والأمهات في زمننا هذا حين صار الشباب - ولله الحمد - من ذكور وإناث عندهم اتجاه إلى العمل بالسنة بقدر المستطاع ، صار بعض الآباء والأمهات يضايقون هؤلاء الشباب من بنين وبنات في بيوتهم ، وفي أعمالهم حتى إنهم لينهونهم عن المعروف ، مع أنه لا ضرر على الآباء في فعله ، ولا ضرر على الأبناء أو البنات في فعل هذا المعروف ، كمن يقول لأولاده: لا تكثروا النوافل لا تصوموا البيض، أو الاثنين، أو الخميس، أو ما أشبه ذلك، مع أن هذا لا يضر الوالدين شيئًا ، ولا يحول دون قضاء حوائجهما ، وليس بضار على الابن في عقله ، أو بدنه ، أو في درسه ، ولا على البنت كذلك . وأنا أخشى على هؤلاء القوم أن يكون هذا النهي منهم لأولادهم كراهة للحق والشريعة ، وهذا على خطر ، فالذي يكره الحق أو الشريعة ربما يؤدي به ذلك إلى الردة ؛ لأن الله تعالى يقول : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (سورة محمد، الآية : 9.]ولا تحبط الأعمال إلا بردة عن الإسلام كما قال الله تعالى : { وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (سورة البقرة، الآية : 217) هذا مثال من الشدة في أولياء الأمور.
الاعتدال بين الغلو والتقصير فالذي ينبغي للإنسان سواء أكان داعية لغيره إلى الله ، أم متعبدًا لله أن يكون بين الغلو والتقصير، مستقيمًا على دين الله عز وجل كما أمر الله صلي الله عليه وسلم بذلك في قوله: { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ } (سورة الشورى، الآية: 13] والتفرق أمر مؤلم ومؤسف؛ لأن الناس إذا تفرقوا كما قال الله تعالى: { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }(سورة الأنفال ، الآية :46)فإذا تفرق الناس، وتنازعوا فشلوا وخسروا وذهبت ريحهم، ولم يكن لهم وزن، وأعداء الإسلام ممن ينتسبون للإسلام ظاهرًا، أو ممن هم أعداء للإسلام ظاهرًا وباطنًا يفرحون بهذا التفرق، وهم الذين يشعلون ناره، ويلقون العداوة والبغضاء بين هؤلاء الإخوة الدعاة إلى الله عز وجل ، فالواجب أن نقف ضد كيد هؤلاء المعادين لله تعالى ورسوله صلي الله عليه وسلم ولدينه، وأن نكون يدًا واحدة ، وأن نكون إخوة متآلفين على كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم كما كان سلف الأمة في سيرهم ودعوتهم إلى الله عز وجل ، ومخالفة هذا الأصل ربما تؤدي إلى انتكاسة عظيمة ، والتفرق هو قرة عين شياطين الإنس والجن ؛ لأن شياطين الإنس والجن لا يودون من أهل الحق أن يجتمعوا على شيء ، بل يريدون أن يتفرقوا لأنهم يعلمون أن التفرق تفتت للقوة التي تحصل بالالتزام بالوحدة والاتجاه إلى الله عز وجل ويدل على هذا قوله تعالى : { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (سورة الأنفال ، الآية :46.)، وقوله: { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (سورة آل عمران ، الآية : 105) ، وقوله: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } (سورة الأنعام ، الآية : 159).وقوله : { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ [سورة الشورى ، الآية : 13.] ومنهم من قال : إن النبي - عليه الصلاة والسلام - أراد بذلك المبادرة والإسراع إلى الخروج، وإذا حان الوقت صلينا الصلاة لوقتها، فبلغ ذلك النبي صلي الله عليه وسلم ولم يعنف أحدًا منهم ، ولم يوبخه على ما فهم ، وهم بأنفسهم لم يتفرقوا من أجل اختلاف الرأي في فهم حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وهكذا يجب علينا أن لا نتفرق، وأن نكون أمة واحدة. والواجب علينا في القسمين كليهما أن ندعو هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام، ومعهم البدع المكفرة وما دونها، إلى الحق ببيان الحق، دون أن نهاجم ما هم عليه إلاّ بعد أن نعلم منهم الاستكبار عن قبول الحق؛ لأن الله تعالى يقول للنبي صلي الله عليه وسلم : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } (سورة الأنعام ، الآية : 108.)، فندعو أولًا هؤلاء إلى الحق ببيان الحق وإيضاحه بأدلته ، والحق مقبول لدى ذي كل فطرة سليمة ، فإذا وجد منهم العناد والاستكبار فإننا نبيّن باطلهم على أن بيان باطلهم في غير المجادلة معهم أمر واجب. أما هجرهم فهذا يترتب على البدعة ؛ فإذا كانت البدعة مكفرة وجب هجرهم، وإذا كانت دون ذلك فإننا ننظر إلى الأمر ، فإن كان في هجرهم مصلحة فعلناه ، وإن لم يكن فيه مصلحة اجتنبناه ، وذلك أن الأصل في المؤمن تحريم هجره لقول النبي صلي الله عليه وسلم : « لا يحل لرجل مؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث » فكل مؤمن وإن كان فاسقًا فإنه يحرم هجره ما لم يكن في الهجر مصلحة، فإذا كان في الهجر مصلحة هجرناه؛ لأن الهجر دواء، أما إذا لم يكن فيه مصلحة، أو كان فيه زيادة في المعصية والعتو فإن ما لا مصلحة فيه تركه هو المصلحة. ولو أننا ألزمنا أحدنا أن يأخذ بقول الآخر ، لكان إلزامي إياه أن يأخذ بقولي ليس بأولى من إلزامه إياي أن آخذ بقوله ، فالواجب أن نجعل هذا الخلاف المبني على اجتهاد أن نجعله وفاقًا ، حتى تجتمع الكلمة ، ويحصل الخير.
فهرس الأحاديثإلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر...................... 3 إن الإنسان لفي خسر................................................................................. 3 إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى................... 10 ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم.................................................... 9 شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به................. 10 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن.................. 10 وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله................. 5 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ........................ 13 والعصر................................................................................................. 3 ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك..................... 12 ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك..................... 10 ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين................. 2 ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون......................... 13 يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل.................... 9
فهرس الأحاديثأما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني 5 إن الدين يسر........................................................................................... 7 إن الله رفيق يحب الرفق، وإن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف................. 8 إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف................................................... 8 كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة......... 4 لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم.............................................. 6 لا يحل لرجل مؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث................................................ 12 لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة................................................ 11 يا أيها الناس بأمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين.................................... 6 يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا.................................................................. 7
المراجع كتاب : الاعتدال في الدعوة http://www.islamicbook.ws/amma/alaatdal-fi-aldawt.html
|
.