الإرهاب


الإرهاب من المفردات الأكثر تداولاً وترددًا في وسائل الإعلام على مدار الساعة في هذه الأيام ، ويشهد العالم أجمع هذا العصر موجات إرهابية كثيرة وخطيرة متنوعة ، فليس هناك بلد في العالم إلا وقد اكتوى بنار هذا الوباء ، حيث تباينت أشكاله وتنوعت صوره.


وباشر العمليات الإرهابية أفراد وجماعات وعصابات ، فليس للإرهاب لغة ، وليس له وطن ، وليس له لون.


والإرهاب مشكلة عالمية تؤرق الكثيرين ، في الوقت الذي لا بد فيه من السعي لحل هذه المشكلة بالرغم من أن موجات الفتن والإرهاب كانت قديمة ، وظهرت في عهد صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الوقت نفسه نجد منطلقات أعداء الإسلام للنيل منه بأن وصف الجهاد في سبيل الله بالإرهاب ، فلذلك كان لا بد من تعريف هذا المصطلح ، ونشأته ، وموقف الإسلام من الإرهاب ، وجهود المملكة في مكافحة الإرهاب.

 

المحتويات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعريف الإرهاب

تعريف الإرهاب لغة

لا يوجد مصطلح من المصطلحات أكثر استثارة للخلاف مثل مصطلح الإرهاب حيث اختلفت وجهات النظر وتباينت ، متأثرة بالمصالح الوطنية أو القومية أو الاعتبارات السياسية ، فقد ملأت قضية ما يسمى (بالإرهاب) الدنيا ، وشغلت الناس ، وأصبحت حديثًا مشتركا بكل اللغات ، وعلى اختلاف الحضارات.

 

تعتبر كلمة (الإرهاب) مشتقة من الفعل المزيد (أرهب) ، ويقال : (أرهب فلانًا) أي : خوَّفه وفزَّعه ، وهو المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف (رهب) ، أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رهب يرهب رهبةً ورهبًا) فيعني : خاف ، فيقال : (رهب الشيء رهبًا ورهبة أي : خافه ، والرهبة : الخوف والفزع

 

قال الراغب الأصفهاني : الرَّهْبة والرُّهُب : مخافة مع تحرز واضطراب

 

قال تعالى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [القصص: 32].

 

ونجد أن الناظر في المعاجم العربية ، والقواميس اللغوية ، يجد أنها خلت من كلمة (إرهاب) ، والتعريف بها وفق المفهوم المعاصر.

 

ومصطلح (الإرهاب) ترجمة حرفية للكلمة الفرنسية(terrorism) ، التي استحدثت أثناء الثورة الفرنسية ، وهي ترجمة حرفية أيضًا للكلمة الإنجليزية (terrorism) ، ويعتقد أن الترجمة الصحيحة للمصطلح الأجنبي هي كلمة (إرعاب ، وإخافة شديدة) ، وليس (إرهابًا

 

وعندما ننظر في تراثنا الفكري ، والعقدي - والسياسي والفهي ، نصل إلى تقرير القول : بأن هذا التراث أيضًا خلا من التعرض لذكر أي تعريف معتبر لهذا المصطلح ، بل إن نصوص الكتاب والسنة تجاوزت صياغة أي تعريف منضبط له وقد وردت مادة (رهب) ومشتقاتها في حوالي ثماني آيات في القرآن الكريم.

 

وهي:

قوله تعالى: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُون[ نِالبقرة: 40. ]

 

قوله تعالى: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ [الأعراف: 154].

 

قوله تعالى: وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِالنحل: 51.

 

قوله تعالى: http://www.alifta.net/_layouts/images/UserControl-Images/MEDIA-B2.GIFوَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ  الأنفال: 60.

 

قوله تعالى: قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ الأعراف: 116.

 

قوله تعالى: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ  [القصص: 32]

 

قوله تعالى: لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ[  الحشر: 13]

 

قوله تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ    الأنبياء: 90

 

وهذه الآيات لا يمكن أن يؤخذ من أيّ منها ، على أدنى تحديد لمصطلح الإرهاب وفق المفهوم المعاصر ؛ إذ نجد أن هناك معاني متعددة ، وفق السياق

التي جاءت في تلك الآيات المباركات ، تختلف من آية لأخرى ، غالبها تدل على معان عظيمة مرغوب فيها.

 

ولذلك نجد أن بين استخدام المعاصرين لمادة (رهب) وما اشتق منها ، وبين استعمالات هذه المادة ، وما اشتق منها في نصوص الشارع بونًا شاسعًا.

 

ولو درسنا مادة (رهب) ، وما اشتق منه في ألفاظ الكتاب والسنة لوجدنا أنها تشتمل على معان عظيمة.

 

أما المعاني السيئة من الاعتداء على الخلق والجرائم العامة والخاصة ، فتدل عليها ألفاظ شرعية دقيقة تبنى عليها أحكام في غاية الانضباط

 

الفرع الثاني

تعريف الإرهاب في الاصطلاح

لقد حاول بعض المفكرين تعريف الإرهاب ، والأعمال الإرهابية ، كما حاولت بعض الاتفاقيات الدولية والإقليمية لتعريف الإرهاب وما يتصل به من أعمال ، ومن ضمن التعريفات:

 

ما ذكره البعض بأنه : (القتل ، والاغتيال ، والتخريب ، والتدمير ، ونشر الشائعات ، والتهديد ، وصنوف الابتزاز ، والاعتداء ... وأي نوع يهدف إلى خدمة أغراض سياسية واستراتيجية ، أو أي أنشطة أخرى تهدف إلى إشاعة جو من عدم الاستقرار ، والضغوط المتنوعة

 

ويعرف د. عصام رمضان المتخصص في القانون الدولي الإرهاب بأنه : (استخدام أو تهديد باستخدام العنف ضد أفراد ، ويعرض للخطر أرواحًا بشرية بريئة ، أو تهديد الحريات الأساسية للأفراد لأغراض سياسية بهدف التأثير على موقف أو سلوك مجموعة مستهدفة بغض النظر عن الضحايا المباشرين(

 

وقد عرف مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب الإرهاب في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الصادرة عام 1998م في القاهرة كما يلي:

الإرهاب كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيًّا كانت بواعثه أو أغراضه ، يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم ، أو تعريض حياتهم أو أمنهم للخطر ، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة ، أو اختلاسها أو الاستيلاء عليها ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر

 

تعريف المجمع الفقهي : حيث لم يغفل عن أهمية هذا الاصطلاح ، بالإضافة إل ضرورة كشف اللبس والغموض الذي أحاط به ، الأمر الذي حمل بعض الجهات على استخدامه في منحى بعيد كل البعد عن الصواب . فشرع المجمع في إيجاد تعريف واضح ، من منظور إسلامي ، وسطي عادل وموزون ، فعرفه المجمع الفقهي على أنه : (العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان (دينه ، ودمه ، وعقله ، وماله ، وعرضه) ، ويشمل صنوف التخويف والأذى ، والتهديد والقتل بغير حق ، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبل ، وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد ، يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي ، فردي أو جماعي ، يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم ، أو تعريض حياتهم ، أو حريتهم ، أو أمنهم ، أو أحوالهم للخطر ، ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة ، أو تعريض أحد الموارد الوطنية ،

أو الطبيعية للخطر ، فكل هذا من صور الفساد في الأرض الذي نهى الله - سبحانه وتعالى - عنه

إن التباين الكبير في تعريف مصطلح الإرهاب ناتج عن التباين في العقائد وفهم الناس للحياة.

 

ولم يستطع الباحثون الحصول على تعريف محدد للإرهاب ؛ نظرًا لعدم ضبطه ومعرفة نوع العنف الذي يميزه على غيره ، ولعدم وجود معيار ثابت يمكن الرجوع إليه في مفهومه ، ولعدم القدرة على تحديد المعاني الداخلة في هذا المصطلح.

 

  • ويمكن القول بأن الإرهاب له ثلاث خصائص مهمة وهي:
     
  • استخدام العنف أو التهديد باستخدامه.
     
  • خلق حالة من الذعر وعدم الأمن في المجتمع.
     
  • تحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية.

 

نشأة الإرهاب وعلاقته بالفرق عبر التاريخ

نشأة الإرهاب عند الأمة الإسلامية

يرى كثير من المؤرخين والباحثين أن الإرهاب ظاهرة قديمة قدم العلاقات الإنسانية ، فهي ترتبط بوجود علاقات اجتماعية بين بني البشر ، وترتبط بوجود الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر.

 

وظاهرة الإرهاب ليست نشاطًا بشريًا طارئًا أو ظاهرة مفاجئة ، إذ وجدت هذه الظاهرة في أقدم العلاقات وأعرق الحضارات.

 

وقد جاء في بعض آيات القرآن الكريم وكتب السيرة والتاريخ ذكر بعض الحوادث التي يمكن احتسابها ضمن منظومة الإرهاب البشري.

 

والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسلم من إرهاب من لم يؤمن برسالته ، فتعرض لصنوف من العذاب والاضطهاد من قبل المشركين.

 

وبالرغم من أن الإسلام دين السلام والرحمة والعدل والوسطية والأمن والأمان ، لم يدع إلى الحرب على الناس أو سلب الممتلكات والبغي والظلم ، إلا أنه لم يسلم من ظهور فئات تخالف التعاليم السمحة من تلك

الفئات الخارجة عن الدين ، والبعد عن رحمته وعدله وأمنه ووسطيته.

 

إن التاريخ الإسلامي في مختلف عصوره شهد الكثير من القلاقل والفتن من بعض من ينتسب إلى الإسلام ، وإن من أبرز من أثار الفتن والمشاكل للمسلمين ما يلي:

 

أولاً: حركة الخوارج :

وهم الذين خرجوا على ولي الأمر عثمان - رضي الله عنه - ونتج عن خروجهم قتله رضي الله عنه ، ثم في خلافة علي - رضي الله عنه - زاد شرهم وانشقوا عليه وكفروه ، وكفروا الصحابة ؛ لأنهم لم يوافقوهم على مذهبهم ، وهم يحكمون على من خالفهم في مذهبهم أنه كافر ، فكفروا خيرة الخلق وهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنهم لم يوافقوهم على ضلالهم

 

ومن المعروف أن الخوارج هم أول من استخدم الإرهاب الفكري في وجه مخالفيهم ثم قتالهم ثانية ، وقد شابهتهم كثير من الجماعات الدينية المعاصرة.

 

يقول الشيخ العلامة صالح الفوزان : (وواجب على المسلمين في كل عصر إذا تحققوا من وجود هذا المذهب الخبيث أن يعالجوه بالدعوة إلى الله أولاً ، وتبصير الناس بذلك ، فإن لم يمتثلوا قاتلوهم دفعًا لشرهم

 

ثانيا: حركة القرامطة :

هي أتباع( قرمط ) الذي أرسل عبد الله بن ميمون للدعوة لمبادئه الهدامة في العراق ، وقد أحل أتباعه من كل فروض العبادة والتقوى ، وأباح لهم العنف وخالف تعاليم الإسلام ، فكان له رأيه في العبادات ، وكانت هذه الفرق من أعنف الفرق ، حيث حملت السلاح لحمل الناس على اتباع مذهبهم ، وسفكت الدماء ، وألقت الرعب حتى وصلوا إلى مكة واقتحموا البيت الحرام

 

هذه بعض الأمثلة التي ظهرت في عصر صدر الإسلام ، واستمر بعضها إلى يومنا هذا ، والذي تنوع فيه الإرهاب بأشكاله وصوره ، فتكونت عصابات وحركات منظمة ومسلحة ، ذات أهداف ومعتقدات ، ومناهج وأفكار تعلنها للمجتمع ، وترتكب أفظع الجرائم وأشدها ، بعيدة كل البعد عن منهج الإسلام وعدله واستقراره وأمنه ووسطيته.

 

كل هذا في سبيل تحقيق أهدافها ، ونشر أفكارها في العالم.

 

الفرع الثاني

نشأة الإرهاب عند الأمم الأخرى

يعتبر اليهود هم حملة راية الإرهاب منذ فجر التاريخ ؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - أبان عن صفاتهم وطبائع نفوسهم ، بكثرة معاصيهم ، وعدوانهم لأنبياء الله ، وقد تمرنت قلوبهم القاسية على الكفر والطغيان ، ودبروا مؤامرة للقضاء على عيسى- عليه السلام - كما قتلوا من قبل يحيى غدرًا أو مكابرة ، وافتروا على مريم بهتانًا عظيمًا

 

كما أن لليهود والنصارى بذرة في تاريخ الإرهاب ، وما قاموا به من الحروب الصليبية على مر التاريخ ، فلم يرقبوا بالمسلمين إلا ولا ذمة ، خير دليل على ذلك ، وإن كانوا في هذا العصر قد أوقدوا هذه الحروب ومن فرنسا أخذت تنشر فرق المتطرفين الفوضويين إلى معظم أنحاء العالم ، إلى روسيا ، وإلى بعض الدول الأسيوية ، وشتى العواصم الأوروبية ، وشهد القرن التاسع عشر في العقدين الأخيرين منه حالة من الفوضى والفزع نتيجة لوجود تنظيمات متطرفة فوضوية إرهابية غربية ليس منها واحد ينتمي إلى الإسلام.

 

فهل يجوز بعد هذا أن يقال : إن الإسلام صنو الإرهاب ، كما تقول بعض وسائل الإعلام الغربية إن ربط وسائل الإعلام بين الإسلام والإرهاب أمر يدعو للدهشة والاستغراب ، فالإرهاب قتل وإصابة وظلم وترويع للأبرياء.

 

أما الإسلام فلا يقر الإرهاب مطلقًا بل يتجنبه ، وحكمه حرام عند الله ، ويؤنب من يمتهنه ، ولا يكفي التأنيب في حق الإرهابي ، بل يجب منعه والأخذ على يده ، والإرهاب لا يصدر إلا عن فكر منحرف ؛ لأن من أهم مميزات الوسطية في الإسلام الأمان ؛ ولذا يقال: الوسطية تمثل منطقة الأمان ، والبعد عن الخطر ؛ فالأطراف عادة تتعرض للخطر والفساد بخلاف الوسط فهو محمي ومحروس بما حوله ،وكذلك بشأن النظام الوسط والأمة الوسط ، ولا شك أن التمسك بالقاعدة الشرعية هو الذي يحقق الأمان لأهل الإيمان.

 

إن الظلم من أعظم الأمور التي تزيل الأمن، ومن أظلم الظالمين من نأى عن وسطية القاعدة الشرعية فعطلها ، وجنح إلى غيرها

 

أسباب الإرهاب

الإرهاب والعنف لم يأت اعتباطًا ولم ينشأ جزافًا بل له أسبابه ، فلا نستطيع الجزم بأن هناك سببًا واحدًا أدى إلى ظهور هذا الفكر ، ولقد تعددت الاتجاهات والمدارس الفكرية التي تناولت دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب ، فهي أسباب كثيرة ومتداخلة تفاعلت على المدى البعيد ، فأنشأت في النهاية فكرًا متطرفًا.

 

ولكن يرى الباحثون في هذا المجال أن أسباب الإرهاب تنطلق من بعدين رئيسين ، هما:

 

أ- البعد المحلي : المستوى الداخلي:

يرى بعض الباحثين أن أسباب الإرهاب يعزى إلى البيئة التي يعيش فيها الإنسان ، والمؤثرات التي تتدخل في تكون نمط حياته ، أو تؤثر فيها ، ومن تلك الأسباب:

 

أسباب تربوية وثقافية:

فأي انحراف أو قصور في التربية يكون الشرارة الأولى التي ينطلق منها انحراف المسار عند الإنسان ، ويجعل الفرد عرضة للانحراف الفكري ومناخًا ملائمًا لبث السموم الفكرية لتحقيق أهداف إرهابية.

 

أسباب اجتماعية:

فانتشار المشكلات الاجتماعية والتفكك الأسري يدفع الفرد إلى الانحراف في السلوك ، والتطرف في الآراء ، والغلو في الأفكار ، بل ويجعل المجتمع أرضًا خصبة لنمو الظواهر الخارجة عن الطبيعة البشرية.

 

أسباب اقتصادية:

فكلما كان دخل الفرد يفي بمتطلباته ومتطلبات أسرته كان من رضاه واستقراره الاجتماعي ثابتًا ، وعلى العكس إذا كان دخله قليلاً كان مضطربًا وغير راضٍ عن مجتمعه ، هذه الحالة من الشعور يولد عند الإنسان حالة من التخلي عن المسؤولية الوطنية.

 

أسباب سياسية:

فوضوح المنهج السياسي واستقراره ، والعمل وفق معايير وأطر محددة ، يخلق الثقة والقناعة ، ويبني قواعد الاستقرار الحسي والمعنوي لدى الفرد ، كما أن الغموض في المنهج والتخطيط في العمل يزعزع الثقة ، ويخلق حالة من الصدام بين المواطنين والقيادة السياسية ،

فتقوم جماعات وأحزاب ، وهذا وجه من وجوه انتشار الإرهاب.

 

أسباب نفسية:

فهناك دوافع تدميرية نفسية متأصلة في الفرد ، وتضخم الأنا العليا بسبب الشعور المتواصل بوخز الضمير ، أو الإحباط في تحقيق بعض الأهداف أو الرغبات ، أو الوصول إلى المكانة المنشودة ، فهذه العوامل النفسية تؤدي إلى ارتكاب الأعمال الإرهابية ، نتيجة لخلل في التكوين النفسي أو العقلي أو الوجداني ، سواء مكتسب أو وراثي

 

ب- البعد العام : المستوى الدولي ، نتيجة لعدة أسباب منها:

ظهور منظمات وهيئات كثيرة في العالم تسجل رسميًا في دولة من دول العالم لأهداف وأغراض إنسانية أو تعليمية محددة ، وقد يوجد إمكانية لبعض أفراد تلك المنظمات في سوء استخدام تلك التبرعات.

 

التقدم العلمي والتقني في مجال شبكات الاتصال ، الذي مكن أعضاء تلك الخلايا والشبكات الإرهابية من الحصول على معدات وأجهزة فنية متقدمة.

 

التناقضات في موقف بعض دول العالم تجاه ظاهرة الإرهاب.

 

وجود ما يسمى بحركات المقاومة للفكر السائد في بعض الدول أو للنظام الحاكم فيها.

 

تفشي ظاهرة الفقر والبطالة في كثير من دول العالم.

 

هذه نماذج من الأسباب العامة لظهور ظاهرة الإرهاب على المستوى الدولي.

     

جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب

أولاً : فيما يتعلق بالنواحي القضائية:

اعتماد العقوبة المغلظة للإرهاب حسب فتوى هيئة كبار العلماء في فتوى الحرابة الصادرة بالطائف ، وانطلاقًا مما ذكره أهل العلم من أن أحكام الشرع إنما تدور من حيث الجملة على وجوب حماية الضرورات الخمس هي : الدين والنفس والعرض والعقل والمال ، وإن من انتهكها فإن عقوبته القتل.

 

ثانيًا : فيما يتعلق بالنواحي الإرشادية و الفكرية:

تأصيل منهج الوسطية ومعالجة الغلو والتطرف والتعصب الديني.

 

تنمية الوزاع الديني لدى أفراد المجتمع والاهتمام بالناشئة على تعلم القرآن وحفظه.

 

توفير الأئمة والخطباء للمساجد.

 

إقامة الندوات والمؤتمرات التي تؤصل منهج الحق وتنبذ التطرف والإرهاب.

 

التصدي للحملات الإعلامية الباطلة لتهمة إلصاق الإرهاب بالإسلام.

 

أنشأت المملكة مراكز ومعاهد إسلامية في مختلف أنحاء العالم ، هدفها نشر الدين بالصورة الصحيحة ، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

ثالثًا : فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية:

تدعم الدولة توثيق الأواصر الاجتماعية ، الأمر الذي يقلل من فرص انحراف الشباب إلى المنظمات الإرهابية.

 

اهتمام الدولة بالشباب وتعمل على تسهيل الزواج لحصانته وحمايته من الانحراف.

 

تدعم الدولة الأسرة في الأحوال الخاصة وأمور الضمان الاجتماعي لما يحقق الرفاهية للمواطن.

 

رابعًا : فيما يتعلق بالنواحي الأمنية:

تفعيل وتقوية جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للأخذ على يد المجرمين.

 

إنشاء أجهزة أمنية مرتبطة بوزارة الداخلية ، مختصة في مكافحة الإرهاب.

 

تدابير الوقاية من الجرائم الإرهابية:

الحيلولة دون اتخاذ أراضيها مسرحًا لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ جرائم إرهابية.

 

التعاون بين الدول العربية.

 

تعزيز أنظمة الكشف عن استيراد وتخزين الأسلحة والذخائر.

 

تطوير الأنظمة البرية والبحرية والجوية.

 

تعزيز أنشطة الإعلام الأمني وتنسيقها مع الأنشطة الإعلامية.

 

إنشاء قاعدة بيانات لجمع وتحليل المعلومات الخاصة بالعناصر والجماعات والحركة التنظيمية والإرهابية

 

وسطية الإسلام في الفرق بين الجهاد والإرهاب

من خلال ما تكلمنا عنه من كل من الجهاد وما يسمى (بالعنف والإرهاب) يمكن التمييز بين الجهاد المشروع والعنف المذموم من حيث المشروعية والهدف والوسيلة والثمرة فالجهاد مشروع مندوب إليه في الجملة وقد يجب في مواطن وأحوال معينة ، كما قد يحرم في أخرى كما أنه يتميزبوضوح هدفه ونبله ومشروعيته ، ووسائله ، والتزامه بأحكام الشرع ، ومكارم الأخلاق التي جاء بها الإسلام : قبل القتال ، وأثناء القتال ، وبعد القتال ، وثمرته هي رضا الله سبحانه ورفعة الدين والتمكين له ودفع الفتنة ، أما (العنف) كما يقوم به بعض الشباب ممن يفتقد لهذه الرؤية الشرعية ، فينقصه الوضوح في الرؤية ، سواء للأهداف أم للوسائل ، وللضوابط الشرعية فضلاً عن افتقاده للمشروعية ابتداء ، ناهيك عن ثمرته من تشويه الدين ووقوع الفتنة.

 

كما أن عدم المعرفة والتجاهل في الوسطية في الجهاد يعود إلى الخلفية العقدية والتاريخية لمن يستعمل هذا الاصطلاح في خطابه ، وعلى سبيل المثال فالجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام أو للدفاع عن الأرض والعرض أمر مشروع ، لكن أعداء الإسلام يرونه إرهابًا!

 

فالإرهاب على هذا عند الجميع (تخويف وترويع وبثٌّ للفزع والرعب في قلوب الناس) ، لكن المقاصد والأهداف والغايات هي التي تحدد مفهومه ،

حميدًا كان أو ذميمًا.

 

وبهذا تتضح الفروق الجوهرية بين ما سمي (الإرهاب) الذي هو عدوان ، وبين الجهاد.

 

إن ما سمي (الإرهاب) يختلف عن الجهاد اختلافًا جوهريًا في كل شيء ، في حقيقته ومفهومه ، وأسبابه ، وأقسامه ، وثمراته ، ومقاصده ، وحكمه شرعًا ، فالجهاد مشروع ، والعدوان ممنوع.

 

إن الإرهاب بمعنى العدوان هو ترويع الآمنين وتدمير مصالحهم ، ومقومات حياتهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم ، وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية بغيًا وإفسادًا في الأرض.

 

أما (الجهاد) فهو يهدف إلى الدفاع عن حرمات الآمنين أنفسهم ، وأموالهم ، وأعراضهم وإلى توفيرها وتأمينها الحياة الحرة الكريمة لهم ، وإنقاذ المضطهدين وتحرير أوطانهم وبلدانهم من براثن قوى الاحتلال والاستعمار.

 

والإسلام في وسطيته لم يأمر أمته بالعدوان أبدًا ولا ترويع الآمنين أبدًا ، ولا بسلب مقدرات الآخرين أو الاستيلاء عليها أبدًا ، ولكن أمر المسلمين أن يتخذوا العدد والعدة ، وأن يرابطوا في الصفوف حفاظًا على مقدساتهم ومقدراتهم وأنفسهم ، فلا يبدؤوا غيرهم بعدوان ، ولكن إذا اعتدي عليهم كانوا رجالاً.

 

إن الجهاد في الإسلام شرع نشرًا للإسلام ، ونصرة للحق ، ودفعًا للظلم ،

وإقرارًا للعدل والسلام والأمن ، وتمكينًا للرحمة التي أرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - بها للعالمين ؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، وهو ما يقضي على الإرهاب بكل صوره.

 

وجملة القول : الجهاد في سبيل الله فريضة شرعية ، وإرهاب الآمنين جريمة ضد البشرية ، الجهاد مشروع ، والإرهاب بمعنى العدوان ممنوع ،وشتان ما بينهما والله جل جلاله أعلم

 

موقف الإسلام من الإرهاب وفتاوى العلماء في ذلك دليل على المنهج الوسطي

سلك الإسلام طرقًا متعددة وأساليب متنوعة لمكافحة الإرهاب وأخطاره ، ومن أبرز تلك الأساليب الدعوة للأخذ بمنهج الوسطية والاعتدال في شؤون الحياة كلها فاعتدال المنهج الإسلامي وعدله بين النواحي الروحية المادية يحصنه من تسرب الغلو المادي والروحي.

 

لذلك فإن اختلاف الإسلام عن المذاهب المتطرفة واستقلاله وتميزه عليها ناتج من توسطه أي : التزامه الصراط المستقيم.

 

والإسلام حارب ما سمي متأخرًا (الإرهاب) لأنه فساد في الأرض ، وهو في حقيقته اعتداء موجه ضد الأبرياء وسلبهم أمنهم وطمأنينتهم ، وهو مرفوض في نظر الإسلام ، بل إنه حث المسلمين على الابتعاد عن كل ما يُدني من الضعف والإرهاب واستخدام القوة.

 

ذلك أن الإسلام دعا للتعامل بالحسنى مع جميع أفراد المجتمع ، وقد صانت الشريعة الإسلامية وحفظت حقوق الإنسان أيًّا كانت ديانته ، وأكد على حرمة الدم البشري ، فحرم سفكه إلا بالحق ، قال تعالى: http://www.alifta.net/_layouts/images/UserControl-Images/MEDIA-B2.GIFوَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ [الأنعام: 151].

 

واعتبر أن من اعتدى على إحداها فكأنما اعتدى عليها جميعًا ؛ لأنه اعتدى على حق الحياة ، قال تعالى: http://www.alifta.net/_layouts/images/UserControl-Images/MEDIA-B2.GIFمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة: 32].

 

وقد قرر الجزاء الرادع لجميع أنواع الفساد ، واعتبره محاربة لله ورسوله.

 

وبين العلماء في العصر الحاضر حكم الإرهاب وكيف يكون الجهاد البشري من خلال أقوالهم وفتاويهم حول ما يجري في الساحة الآن من إثارة الفتن ، وبث الشبهات والدعايات الباطلة لتفريق كلمة المسلمين وزعزعة الأمن ، وذلك ببيان المنهج المستقيم منهج السلف الصالح من هذه الأمة ، والتي كانت أشد الناس تصورًا للتوسط ، وفهمًا للشريعة والعقيدة على هذا الأساس الراسخ.

 

وإليك بعض فتاوى العلماء المعاصرين فيما يتعلق بأمور الجهاد والإرهاب:

 

السؤال : يظن بعض الشباب أن مجافاة الكفار الذين يستوطنون في البلاد الإسلامية أو من الوافدين إليها من الشرع ؛ ولذلك يستحلون قتلهم وسلبهم إذا رأوا منهم ما ينكرون ؟

الجواب: لا يجوز قتل الكافر المستوطن أو الوافد المستأمن الذي أدخلته الدولة أمنًا ولا قتل العصاة ولا التعدي عليهم ،بل يحالون فيما يحدث منهم من منكرات للحكم الشرعي وفيما تراه المحاكم الشرعية.

 

السؤال: هل يجوز الخروج للجهاد بدون إذن ولي الأمر مع رضا الوالدين ؟

الجواب: الجهاد مع من ؟ ومن هو الإمام الذي تريد أن تجاهد تحت رايته ؟ وأيضًا الدول بينها معاهدات ، فلا بد أن تأخذ إذن ولي الأمر بالخروج لتلك الدولة ، المسائل لها أصول وليست فوضى ، فإذا أذن ولي الأمر وأذن والداك فلا بأس.

 

السؤال: ما رأيكم فيمن يوجب الجهاد في وقتنا الحاضر ، ولو خرج أحدهم مجاهدًا هل يأثم ؟

الجواب: الجهاد إذا توفرت ضوابطه وشروطه ، وجاهد المسلم فهذا طيب ، أما ما دامت لم تتوفر شروطه ولا ضوابطه فليس هناك جهاد شرعي لأنه يترتب عليه ضرر المسلمين أكثر من المصلحة الجزئية ، أنت ضربت الكافر لكن الكافر سينتقم من المسلمين ، وسيحصل ما أنتم تسمعونه الآن ، وهذا لا يجوز ، ما دام أنه لم تتوفر الشروط مع قائد مسلم وراية إسلامية ، وإن كان قصد الإنسان حسنًا ويريد الجهاد والثواب على نيته لكنه مخطئ في هذا

 

الخاتمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:

 

فالوسطية سمة ثابتة بارزة في كل باب من أبواب الإسلام : في الاعتقاد ، والتشريع ، والتكليف ، والعبادة ، والشهادة ، والحكم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد في سبيل الله.

 

دين الإسلام دين الوسطية ، دين الاعتدال ، دين الاستقامة ، فلا غلو ولا إرهاب ولا تطرف ، والجهاد في الإسلام بشروطه وأحكامه وقيوده لا يمكن بحال أن يُدرج في إطار ما يسمّى اليوم بالإرهاب.

 

ومن خلال هذا البحث يمكن التوصل إلى النتائج التالية:

 

وسطية الإسلام شاملة جامعة لكل أمور الدين والدنيا والآخرة ، بل إنها وجه من وجوه الإعجاز فيه وصلاحيته لكل زمان ومكان.

 

نبذ الشريعة الإسلامية الغراء للغلو والتطرف وأمرها بالسماحة واليسر والاعتدال والوسطية.

 

أن لفظ الجهاد أدخله أعداء الإسلام تحت (الإرهاب) ، مما يوجب تحرير المراد وبيان عظمة مدلولات لفظة الجهاد في الشريعة في ظل وسطية الإسلام.

 

الجهاد من شعائر الدين غير أن هذه الشعيرة العظيمة قد تعرضت لظلم

   

بيّن من قبل أعداء هذا الدين ، كما تعرضت لظلم من بعض أتباعه أيضًا ؛ عندما أغفلوا مقاصده وحقائقه وأهدافه وغاياته ومجالاته.

 

إن مصطلح الإرهاب هو من أكثر المصطلحات استقطابًا للجدل القانوني والدولي في تحديد مفهومه واستجلاء عناصر هذا المفهوم ومكوناته.

 

الإرهاب ظاهرة عالمية لها جذورها في التاريخ البشري ، وإن كان تركيز الاهتمام عليها يتفاوت من زمن إلى آخر.

 

تعدد الاتجاهات التي تناولت دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب ، ولكنها تتفق في القول بأن ظاهرة الإرهاب مركبة معقدة ، ولها أسباب كثيرة ومتداخلة ، بل وتتنوع الاستنتاجات بحسب اختصاص الباحثين.

 

التوصيات:

ضرورة قيام العلماء بجهود منسقة في شرح رسالة الإسلام ويسره وسماحته في مواجهة الصورة النمطية المرتسمة في أذهان الكثيرين عن الإسلام وتعاليمه وشرائعه وشعائره.

 

حاجة الأمن إلى سلوك منهج الوسطية في علاج كثير من الانحرافات في شتى المجالات ، وهذا كله يلقى على كواهل علماء الشريعة ودعاة الإصلاح في الأمة.

 

تفعيل دورات مراكز البحوث بالجامعات ، ووزارة التربية والتعليم في دراسة جميع جوانب ظاهرة الإرهاب مع إيجاد أفضل السبل للتعامل معها وفق رؤية علمية.

 

نشر الوعي الإسلامي وتأصيل منهج الوسطية بالتعامل مع المؤسسات الدعوية والعلمية في البلاد الإسلامية والعربية.

 

تضمين المقررات الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة مواضع تركز على وسطية الإسلام وسماحته وحضارته وسمو شرائعه وتعاليمه ، وتعريف النشأ بمخاطر الإرهاب والتطرف ، وخطرها على الفرد والمجتمع.

 

ضرورة فهم نصوص القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة ، والتي أساء البعض فهمها في الماضي والحاضر نتيجة لفصل هذه النصوص عن الملابسات التي أحاطت بظهور الإسلام وتكالب الأعداء عليه وعدوانهم على أهله ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تخالف مجمل نصوص القرآن والسنة في ظل وسطية الإسلام.

 

أن نشر الثقافة الوسطية والتسامح ، ونبذ التطرف والإرهاب والفرقة والاختلاف مسؤولية تقع على كاهل الأمة الإسلامية.

 

أسأل الله - عز وجل - أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم ، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.

 

ويلهمني الرشد والصواب ، ويستر الزلة والعيب ، ويتجاوز عن الخطأ والنسيان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

المراجع

http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaDetails.aspx?languagename=ar&View=Tree&NodeID=14436&PageNo=1&BookID=2

 

1953 مشاهدات
أصلحنا أو أصلح نفسك
.
تعليقات
الصفحة أعلى