المزدلفة


تقع مزدلفه بين منى وعرفه وسميت بذلك لنزول الناس بها في زلف الليل او لأن الناس يدفعون منها زلفى أي جمعاً وتسمى جمعاً لاجتماع آدم مع حواء وورد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة وهو نازل عند قبلة المسجد وقال صلى الله عليه وسلم " وقفت هاهنا وجمع كلها موقف " ويقع في مزدلفة مسجد المشعر الحرام وقد تمت عمارته وتوسعته في العهد السعودي. [1]

 

المحتويات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أسماء مزدلفة

للمزدلفة ثلاثة أسماء: مزدلفة، والمشعر الحرام وجمع، ".

 

مزدلفة

زلف إليه وازدلف وتزلف، أي: دنا منه، وأزلف الشيء: قربه، ومزدلفة

 

والمزدلفة: موضع بمكة  سبب التسمية بمزدلفة:

 

أ - لأنهم يقربون فيها من منى، والازدلاف التقريب، ومنه قوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء:90] أي قربت ((الحاوي الكبير)) للماوردي (4/432).

 

ب - لأن الناس يجتمعون بها، والاجتماع الازدلاف، ومنه قوله تعالى: وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ [الشعراء: 64] ((شرح السنة)) للبغوي (7/165)، ((الحاوي الكبير)) للماوردي   (4/432).

 

المشعر الحرام

سمى الله المزدلفة بالمشعر الحرام، قال تعالى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ [البقرة: 198]

 

والمشعر الحرام المذكور في القرآن هو جميع المزدلفة، وبه قال جمهور المفسرين وأصحاب الحديث والسير ((المجموع للنووي)) (8/152)، وقال ابن تيمية: (ومزدلفة كلها يقال   لها المشعر الحرام وهي ما بين مأزمي عرفة إلى بطن محسر) ((مجموع الفتاوى)) لابن   تيمية (26/134)،

 

وقال ابن عثيمين: (المشعر الحرام هو مكان في مزدلفة، لكن قد يطلق   على مزدلفة كلها أنها المشعر الحرام؛ لأنها مكان نسك) ((مجموع فتاوى ورسائل ابن   عثيمين)) (23/54).

 

جمع

أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم على مزدلفة (جمع) فقال: ((ووقفت ها هنا وجمع كلها موقف (رواه مسلم :1218).

 

سبب التسمية بـ(جمع): سميت جمعاً؛ لأنها يجمع فيها بين الصلاتين، وقيل: وصفت بفعل أهلها؛ لأنهم يجتمعون بها ويزدلفون إلى الله أي: يتقربون إليه بالوقوف فيها ((فتح الباري)) لابن حجر (3/523).

 

حد المزدلفة

مابين المأزمين ووادي محسر، وليس الحدان منها ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (3/441)   قال النووي: (حد المزدلفة ما بين وادى محسر وما زمى عرفة وليس الحدان منها ويدخل   في لمزدلفة جميع تلك الشعاب القوابل والظواهر والجبال الداخلة في الحد المذكور)   ((المجموع)) (8/128). ويحصل المبيت بالمزدلفة بالحضور في أية بقعة منها ((المجموع)) للنووي (8/136).

 

عن جابر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نحرت ها هنا، ومنى كلها منحر، فانحروا فى رحالكم، ووقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف، ووقفت ها هنا، وجمع كلها موقف)) رواه مسلم (1218).

 

ثانياً: أن كل ما بين المأزمين ووادي محسر يصدق عليه اسم مزدلفة ((المجموع)) للنووي (8/136).[2]

 

المبيت في المزدلفة

بعد غروب الشمس يدفع الحجاج من عرفة إلى مزدلفة بسكينة ووقار، لقول جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد شنق للقصواء - يعني: ناقته - الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: "أيها الناس! السكينة السكينة"(رواه مسلم :1218) فهكذا ينبغي للمسلمين السكينة والرفق عند الانصراف من عرفة، وأن لا يضايقوا إخوانهم الحجاج في سيرهم، ويرهقوهم بمزاحمتهم، ويخيفوهم بسياراتهم، وأن يرحموا الضعفة وكبار السن والمشاة.

 

ويكون الحاج حال دفعه من عرفة إلى مزدلفة مستغفرا، لقوله تعالى: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وسميت مزدلفة بذلك من الازدلاف، وهو القرب؛ لأن الحجاج إذا أفاضوا من عرفات، ازدلفوا إليها، أي: تقربوا ومضوا إليها، وتسمى أيضا جمعا، لاجتماع الناس بها، وتسمى بالمشعر الحرام.

 

قال في المغني: "وللمزدلفة ثلاثة أسماء: مزدلفة، وجمع، والمشعر الحرام".

 

ويذكر الله في مسيره إلى مزدلفة؛ لأنه في زمن السعي إلى مشاعر والتنقل بينها؛ فإذا وصل إلى مزدلفة، صلى بها المغرب والعشاء جمعا مع قصر العشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين، لكل صلاة إقامة، وذلك قبل حط رحله؛ لقول جابر -رضي الله عنه- يصف فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-: حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين. ثم يبيت بمزدلفة حتى يصبح ويصلي، لقول جابر: "ثم اضطجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة".

 

ومزدلفة كلها يقال لها: المشعر الحرام، وهي ما بين مأزمي عرفة إلى بطن محسر، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن بطن محسر "(رواه الامام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع: 4537)

 

والسنة أن يبيت بمزدلفة إلى أن يطلع الفجر، فيصلي بها الفجر في أول الوقت، ثم يقف بها ويدعو إلى أن يسفر، ثم يدفع إلى منى قبل طلوع الشمس.

 

فإن كان من الضعفة كالنساء والصبيان ونحوهم، فإنه يجوز له أن يتعجل في الدفع من مزدلفة إلى منى إذا غاب القمر، وكذلك يجوز لمن يلي أمر الضعفة من الأقوياء أن ينصرف معهم بعد منتصف الليل، أما الأقوياء الذين ليس معهم ضعفة، فإنه ينبغي لهم أن لا يخرجوا من مزدلفة حتى يطلع الفجر، فيصلوا بها الفجر، ويقفوا بها إلى أن يسفروا.

 

فالمبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج، لا يجوز تركه لمن أتى إليها قبل منتصف الليل، أما من وصل إليها بعد منتصف الليل، فإنه يجزئه البقاء فيها ولو قليلا، وإن كان الأفضل له أن يبقى فيها إلى طلوع الفجر، ويصلي فيها الفجر، ويدعو بعد ذلك.[3]

 

الصور

 

انظر أيضا

الحج، أيام التشريق، إحرام، الاضطباع، التلبية، مقام إبراهيم، الصفا والمروة ، الهدي، عرفات، جبل عرفة، الجمرات، ذا الحليفة، ذات عرق، قرن المنازل، الجحفة، عيد الأضحى، طواف الإفاضة، طواف الوداع، قرن المنازل، مزدلفة، منى، مواقيت الحج، يوم التروية، يوم عرفة، مساجد السبعة، مسجد الخيف، مسجد النمرة،

 

المراجع

3341 مشاهدات
أصلحنا أو أصلح نفسك
.
تعليقات
الصفحة أعلى